قصص الحب .. لا لا بل قصص الأطفال الخرافية ...
ترعرعت مع حكايات وقصص سندريلا وبياض الثلج وأميرة البرج .. وغيرها من القصص الخرافية التي تتلخص في أن أميرة جميلة تعاني من مأساة معينة .. امرأة ظالمة تعذبها أو ساحرة شريرة أو حكم ظالم .. ثم يأتي الأمير الوسيم الشجاع الذي يضحي بكل شيء من أجلها .. حتى الموت .. والعنصر المشترك بين جميع القصص هو أن البطلة والبطل فائقي الجمال والوسامة وبمجرد ظهور البطل تختفي تلك المأساة حين تقع عيناه عليها ويحبها حب جنون "من أول نظرة" .. ويحيًا كلاهما في سعادة أبدية ترفرف حولها الطيور وتغرد العصافير وتعيش الطبيعة كلها في استقرار وسلام ...
(توتة توتة فرغت الحدوتة)
ثم نظرت إلى طفلتي فوجدتها مستغرقة في نومها بعدما استقرت وهنأ بالها من أن الحياة جميلة وبسيطة .. حتى أن حالها أحسن من حال الأميرات .. فبجانبها أمها وتهنأ بحياة مستقرة وقد تكون تحلم بذلك الأمير وتكون هي بطلة الرواية ...
تنهدت ولم أشعر بارتياح بل بوخزه في قلبي .. قصص خرافية .. ربما .. الجميع يقرأها .. نعم .. تؤثر فينا .. بالطبع ... وماذا بعد.
وماذا عن القصص الخرافية .. في واقع حياتنا القاسية .. هل يجب أن أروي لها أيضًا عن تلك القصص أم يكفي أن تستمتع بهذه الحياة فترة من الوقت .. وعاجلاً أم آجلاً ستواجه مصيرها .. ولعله يكون أفضل من مصيري ..
وضعت القصة بجانبها وقبلتها .. ثم اتجهت إلى غرفة نومي .. لأستلقي وأستريح .. بجانب بطلي .. فهذا هو بطلي الحقيقي .. وها أنا الأميرة أذهب لأستريح بجانبه .. غير مبالية أنا به وغير شاعر هو بوجودي .. لا أفكر سوى في الغد ... ولا أشعر بشيء سوى أن عيناي تستغرق شيئًا فشيئًا في النوم.
وتبدأ قصتي - أو مأساتي لا أدري – في الصباح .. أستيقظ مسرعة وأهرول نحو المطبخ لأعد الفطور .. وأتأكد من كل شيء جاهز، ملابس زوجي وملابس الأولاد .. ثم أذهب إلى العمل .. وتبدأ معركة أخرى في طريقي إلى العمل .. ثم معركة أخرى في العمل .. أحارب وأحارب حتى تنتهي المعركة (مأساتي) لا بالهزيمة ولا بالانتصار ... وأهرول متجهة إلى البيت .. كي أعد الغداء قبل وصول زوجي والأطفال .. آه أتمنى حقًا أن أكون محظوظة وأصل قبلهم ... وتبدأ معركة من نوع آخر .. بعد الأكل أبدأ في مباشرة أعمالي المنزلية ويساعدني زوجي في متابعة الأطفال ... والتلفاز الزائر المستديم معنا .. الحركة والضجيج ...
فجأة استوقفني صوت زوجي وهو يروي قصة أخرى للأولاد .. تركت ما بيدي ونظرت إليهم منصتة .. وغبت عنهم في تفكر عميق عن أميرات القصص الخرافية وأبطالها ...
وأقول لنفسي لو أن هذه هي كل مأساتي في الحياة فأين بطلي الذي أرغب كثيرًا في أن يأخذني على صهوة حصانه بعيدًا عن كل هذه الحياة .. لأعيش حياة القصص دون مسئولية ودون معارك ودون قلق من الغد ...
ثم أستيقظ على صوت يناديني ليحكي لي بشغف عن القصة والضحكات البريئة تبعث على السعادة .. ثم أنظر إلى زوجي مبتسمة .. نعم هذا هو بطلي .. بطل هذا الزمان فأنا أميرة هذا الزمان .. أميرة الواقع ..
ويحين وقت النوم وأحكي لطفلتي قصة خرافية أخرى .. وأردد بداخلي .. استمتعي بالأحلام وبهذه القصص .. فأنت حقًا تعيشين أجمل الأيام وربما يكون قدرك أفضل كثيرًا ويأتي حقًا الأمير الذي يسعدك ويحبك وتعيشي معه قصة خرافية في زمن الخرافات ...
وأقبلها وأذهب لأستلقي ..
المشكلة أننا نظل نفكر بطريقة الأطفال بعد أن نكبر ولا ندرك أن الواقع مختلف
ردحذفالأمر ليس دائمًا مشكلة الرجال فنحن في الحقيقة لسنا أميرات، ولسنا في قصص حب خرافية لا يروون فيها شقاء المنزل أو تربية الأبناء
لذلك فإن أحلامنا الصغيرة لا يجب أن تعيقنا عن حلم آخر كله حب وعاطفة وعطاء وتعاون لكن بمفهوم الكبار
انا اريد ان اقول ان اول تعليق كان حقيقة ولاكن ليس كل الاحلام تتحق
ردحذف