الأحد، 14 مارس 2010


الأحلام ... وماذا بعد؟


رأي : أحلم ... ولماذا أحلم ... فلقد ضاعت كل الأحلام ... كم سعيت! لكن لم تتحقق أي من أحلامي فما الفائدة من رسم الأحلام في بحر هائج تمحيها أمواجه.

رأي آخر: الإنسان بلا حلم هو إنسان بلا هوية ... فما الفرق بينك وبين سائر الكائنات إذا لم يكن لديك حلم وهدف تسعى لتحقيقه.

رأي: الهدف هو "لقمة العيش" ... فإذا سئلت أي إنسان عن السبب الذي يجعله صابرًا على الهوان وعلى ضياع أحلامه وعلى رفضه الثورة على الوضع الراهن وعلى هزيمته في معركة لم يخوضها قط وتنازله مرة تلو الأخرى ... فسيأتي رده "لقمة العيش" ....

رأي آخر: ومن منا لا يسعى وراء الرزق ولكن الرزق مضمون فهو بيد الله ... أما ما هو بيدك هو السعي وراءه ... ولكن ما فائدة السعي دون هدف.

رأي: هذا بالضبط ما أتحدث عنه حاولت كثيرًا ولكن تهزمني الأقدار فكل "مقدر ومكتوب" وإذا رجعت إلى الوراء ستجد أن للقدر اليد الوحيدة التي لعبت في مسار حياتي وليست رغباتنا أو سعينا ورائها ... من منا لم يرغب في أن يكون ناجح وأن يكون البطل ... ولكن ليس هذا زمن الأبطال هذا زمن يُقتل الأبطال قبل أن يولدوا ... فالظروف تًقهر ولا تُقهر.

رأي آخر: ومن البطل الذي وُلد في ظروف تهيئه للبطولة ... كم كانت ظروفهم أصعب ولكنهم أصبحوا أبطالاً لأنهم تغلبوا عليها ولم ينكسروا أو يخنعوا أمامها فلم يستسلموا للموجة لكي تمحي أحلامهم أو تغرقهم في دوامة "الظروف" ... أذكر لي بطلاً واحدًا خُلق في أوقات رخاء وسلام.

رأي: كم معسول هذا الكلام ولكن الواقع مرير ... فهل تذوقت مرارة الفشل والإحساس بصغرك أمام الفشل ... هل ذرفت الدمع يومًا لفقدان حلم من بين يديك "وكم كان وشيكًا" هل ذرفت الدمع يومًا لفراقك شخص لكي تصل لحلمك لهدفك ... وقد يكون هذا الشخص هو أنت ... ذاتك ... كرامتك ...

فما تتحدث عنه هو النجاح من بعد فشل ... الانتصار من بعد هزيمة ... الوصول من بعد تيه ... ولكن ما أتحدث عنه هو هذا الفشل بعد يأس ثم هزيمة بعد انكسار ....

فكم من هوية فُقدت بغرض الحصول على هوية أخرى نطلق عليها "حلم آخر" ... وصدقني لقد حاولت كثيرًا أن أخلق أحلامًا من العدم وفي كل مرة أفشل ثم أحاول مرة أخرى وأحاول وأحاول ولا أعرف للنجاح طريق ... هل دائمًا أنا السبب ولا يمكن أن تكون الظروف هي السبب ولو لمرة واحدة.

رأي آخر: حسنًا، فلتحكم أنت. هل كانت ظروف غاندي أو نيلسون مانديلا أو الديلاما أو أي من الثورين أو المغتصبة حقوقهم أفضل من ظروفك أنت ... وبالرغم من أن هذه ليست الحياة التي رغبوا فيها إلا أنهم جعلوا من هذه الظروف تاريخًا حول مسار التاريخ وغيروا معه حياة أناس آخرين .... فهل تعاني من الفقر وهم لم يعانوا، فهل تعاني من قسوة الأيام وهم لم يعانوا، فهل تعاني من انعدام الضمير وضياع الإنسانية، وهم لم يعانوا، هل خلقوا من فولاذ وأنت وحدك من طين ... خُلقنا جميعًا من طين ولكنهم هم من صنعوا الفولاذ لأنفسهم بروح نفتقر إليها جميعًا ليس بسبب الظروف ولكن بسبب الروح التي أوجدتها بداخلنا الظروف.

رأي: لقد ولى زمن الأبطال ... فقد كان أعدائهم أمامهم أما نحن فلا نعرف عدونا ... فلا يحيطنا سوى الفقر والجهل وهم كافين للقضاء على أي حلم وتدمير أية هوية ... فهولاء حاربوا أعداء ماثلين أمامهم ... أما نحن فلا نجد عدوًا نهزمه فلا نملك حتى حلم البطولة ... فنحن أعداء أنفسنا وأنفسنا هي السلاح الوحيد الذي نملكه ... فنحن وجهين العملة فإما أن نكون الأبطال أو نكون الأعداء.

رأي آخر: أوافق ولا أوافق، أعرف أن هذا واقع ولكن ما أرفضه هو قبول الواقع ... ما أود أن أوضحه أن في كل زمان دائمًا تجد ظروفًا سيئة ولكن نجد من يواجها أما نحن فلا نواجه ظروفنا بل نخضع لها ونجعلها ستارًا لنفوسنا الواهنة ومبررًا لقبولنا الفشل .. ما أرفضه رد فعل جيلنا تجاه هذه الظروف الذي أوجدتها نفوسنا.

....

الرأي والرأي الآخر ليس الوضع بيدينا ولكن ما بيدنا أن نحلم ونسعي ونتحلى بالصبر والإيمان بأن الغد دائمًا أفضل "فغدًا يوم آخر" ورغم كل الظروف "الأعداء" سنفعل ما يمكن فعله ونتحمل ما لا يمكن فعل شيء تجاهه ونرضا بما برزقنا ونصيبنا ولكن سنكون من فولاذ لنستقبل الألم بابتسامة ونسخر من القدر ونصبر على الواقع ونترصد للمستقبل ... وسأكون بهذا بطل زماني.

"هذا ليس حوار بين شخصين، بل حوار داخل كل شخص يكمن بداخله حلم أو شخص يسعى وراء هدف أو شخص يعاني من التناقض داخله ونحن في زمن المتناقضات، أو داخل كل إنسان يحاول ويحاول ولا يحصد إلا الفشل، أو أي شخص قهرته الظروف التي تَقهر ولاتُقهر".

هناك 3 تعليقات:

  1. من مميزات الموضوع تعدد الاراء فهو ليس راى واحد.من وجهة نظرى بالنسبه للراى الاول والثانى الاول هو كلام ليائس كبير.اما الثانى فبه امل كثير واميل الى الثانى.
    اما الرزق فليس به جدال فهو بيد الله.اما الابطال فليس للظروف احكام عليهم ان كانت سيئه او جيده فمثلا من اعظم الابطال الاسكندر الاكبر ولد من اسرة ملوك وحكم مثل ابوه ولكنه اختار عدم التخازل للفرس فانه ملك ولا يوجد ظروف افضل من هذه وامثاله كثيرون فلا يلزم للبطل ان يكون ولد فى ظروف صعبه وهذا مجرد راى وساكتفى بالتعليق على هذا.
    مشكور

    ردحذف
  2. واااااااااااااااو
    بجد يا زينب تحفة ...أسلوبك في المدونة دي بالذات رااائع وفيه نضج أكتر :)

    والموضوع نفسه مهم أوي لأنه عبارة عن صراع داخلي جوا كل واحد منا...لأننا دايما جوانا شخصيتين، شخصية إيجابية وشخصية سلبية ...وانت عملتي حوار بينهم بشكل منطقي بمعنى إن اللي يقرأ المدونة يحس إن كل من الشخصيتين على حق :))

    ردحذف
  3. رأيي أنا بقى إن الهدف الأساسي هو رضا ربنا والوصول للجنة عن طريق العبادة

    وظفي حياتك كلها حتى الترفيه في كده تلاقي نفسك بتحلمي وبتسعي وبتوصلي بعون الله

    الفكرة أكثر من رائعة

    ردحذف