الجمعة، 5 مارس 2010

غرفتي


هذه بداية لما سأكتبه في مدونتي وأريدها أن تكون بداية خفيفة وبسيطة عندما كنت أدرس الترجمة في الجامعة الأمريكية طلب مني مدرس مادة تحرير العربية أن أصف مكانًا ما بطريقة جمالية وحاوت أن أكتب عن عدة أماكن مثل النيل وقريتنا ومدرستي وجامعتي ولكن في كل مرة أجد نفسي أقف عن تأثير تلك الأماكن في ثم وجدت أن أكثر مكان أستطيع وصفه والحديث عنه هي "غرفتي". وإليكم غرفتي ....


"لا يجد الإنسان الراحة إلا في بيته وكما قيل في المثل "من خرج من داره قل مقداره"، وبيتي وخاصة غرفتي هي ملاذي. لقد انتقلت إلى بيتنا منذ كان عمري أربع سنوات وكلما كبرت وتغيرت تغيرت معي غرفتي؛ فعندما كنت صغيرة كانت مليئة بألعابي وعرائسي وعندما كبرت تبدلت الألعاب بكتب الدراسة وغيرها من الكتب التي ساعدت كثيرًا في تشكيل شخصيتي وتفكيري. عندما أدخل غرفتي أجد ذكرياتي ترفرف من حولي، السعيدة منها والحزينة. أذكر عندما كنت صغيرة كنت أنظر إلى السقف وكأنني أنظر إلى السماء لأرى مستقبلي وأنظر إلى الجدران فأرسم لوحات عن الأماكن التي زرتها في خيالي وبعد مرور السنوات وبعد أن كبرت لا أزال أنظر إلى السقف لأسترجع كل تلك الذكريات. فعندما أريد العودة إلى الماضي أو أحلم بالمستقبل أو حتى لأنفرد بنفسي لأفكر في حياتي فقط أدخل وأجلس في غرفتي وعندما تتثاقل علي الهموم لا أجد صدرًا رحبًا يتسع لي ويتحمل دموعي سوى غرفتي. وعندما أبتعد عنها أشتاق إليها وأحس دائمًا بشيء ينقصني .... وبمجرد أن أرجع إليها أجد روحي فيها وكأنني كنت وحدي في الغربة وأخيرًا عدت إلى أهلي. ربما قد أكون بالغت في التعبير عن ارتباطي بها ولكن كل من يبتعد عن غرفته ليسافر أو يبدأ حياة جديدة ويجد نفسه تائهًا لا يفكر سوى في الماضي ولايجد الماضي سوى في غرفته وسط أشيائه القديمة التي تفوح منها الذكريات. وأنني لأجد فيها ماضي وحاضري ومستقبلي وأسترجع فيها ذكرياتي وأرسم أحلامي .... فهي ملاذي.

هناك 4 تعليقات:

  1. أنا موافقاك جدًا جدًا

    وبالرغم من إني اتربيت بره وده خلانا اتنقلنا بين بيوت كتير حتى بيتنا هنا في مصر كان فترة في اسكندرية وفترة في القاهرة بس ده كان بيحصلي ولغاية دلوقتي

    وسريري تحديدًا أكثر حاجة بتوحشني

    لما ببعد باخد وقت كتير عشان أقدر أنام بعمق ومتعة زي ما بنام على سريري

    الموضوع حلو وخفيف وجديد للبداية

    ردحذف
  2. وانا كمان موافقة جدًا

    أنا عشت في بيتنا القديم 21 سنة، وكنت مرتبطة بغرفتي ارتباط من النوع اللي بتحكي عليه، وكنت لوحدي بس من غير مبقى متضايقة إني لوحدي... مش عارفة أشرح ومش عارفة إه حكايتك معايا دائمًا جية على أوطاري الحساسة كدة...
    المهم إنها بتوحشني بالرغم من إني مش عارفة إذا كنت عايزة أرجع لنفس الحالة القديمة تاني ولا لأ، أرتبط بالأشياء، وبالناس وبنفسي.. تاني؟ مش عارفة

    عمومًا، أنا فرحانة بيكِ إنك بتكتبي

    وأخيرًا ظهرت الفراشة من الشرنقة :-)

    ردحذف
  3. أنا بقى عشت عمري كله في غرفة واحدة أحبها جدًا وأشعر إنها مملكتي. أتذكرها عندما كنا ننام بها أنا وأخوتي. والآن أحيانا كثيرة ما ينام بها أبنائهم وبناتهم قأشعر بأن هذه الغرفة الجميلة لم تشهد تطور حياتي أنا فقط بل أيضًا تتطور حياة أخوتي مما يجعلني أحبها أكثر وأكثر فهي كالحديقةالتي تزين أحيانًا بالأخوات والأحفاد وعندما أريد أن أحاكي نفسي أجد نفس الحديقة الجميلة فارغة لي وحدي لأتأمل حياتي وأحدث نفسي.

    ردحذف
  4. بجد يازوزو الموضوع تحفة وأسلوبك جميل جدًا وأنا حاسة الموضوع دة أوي دلوقتي لما أتجوزت ، قبل الجواز مكنتش حاسة إن غرفتي هتوحشني أوي كدة بس بعد ماتنقلت للبيت الجديد حسيت بكل اللي انتي بتقولي علية ونفسي الزمن يرجع الف مرة علشان أعيش فيها تاني.
    رائعة وأستمري
    ماريان

    ردحذف